Monday, April 20, 2009

Review: حسام الرسام - إلجان خادم

Perhaps my foremost talent is the ability to sit around like a dork and criticize, this is an old review I wrote about sixteen months ago, I found it buried in my hard disk, I'll upload it here for archiving purposes ; I definitely need to work on my Arabic. What do you think?
 

ان الذي يذهب لشراء كاسيت جديد للفنان حسام الرسام قد يفاجأ بالاصدارات العديدة المحيرة و المترابطة ما بينها و قد توجد ثلاث تسميات مختلفة للألبوم نفسه, وهذا يضفي نوعا من العشوائية نتمنى ان تختفي في المستقبل. ولك ان ترى الى الالبومات المثبتة اعلى
الصفحة - فقد تم اصدار ثلاثة البومات دفعة واحدة تقريبا وهذا امر غريب في زمن قد يستغرق اعداد الالبوم الواحد فيه فوق العام:فلة, لا ترحين, و الجان خادم. ولكننا سنظن خيرا و سنسير على هدى الموقع الرسمي لحسام الرسام و الذي يبدو انه المرجع الاكثر
دقة في هذا البحر المتلاطم على رف بائعي التسجيلات. و سنقول متفائلين ان "فلة" و "لا ترحين" هي عبارة عن البومات ثانوية او b-sides و ان الألبوم الرئيسي و الذي طرح فعلا في الأسواق مؤخرا هو "الجان خادم", و هو الوحيد بين الثلاثة الذي اعترف به الموقع الرسمي.

و تظهر جلسة سريعة مع الألبوم التركيب العام للألبوم و الذي يبدأ كعادة حسام بالأغنية الأكثر صخبا كما فعل مع "من زعلك" و "العكربة" و مثل الاغنيتين السابقتين يتمكن حسام من بسط سيطرته عليك بحضوره القوي و الجريء و التوزيع الصاخب وكلمات ضياءالميالي الطريفة. الا ان وجه التشابه مع البومات الرسام السابقة ينتهي هنا فجأة, لكي تتعرض في الأغنيتين التاليتين الى اول تلميح عن القالب العام لهذا الألبوم الا وهو الاغاني الهادئة التي تسير بايقاع منتظم ولا تختلف كثيرا ما بينها, حيث انك ستجد سبعة اغاني من هذا النوع بين دفتي القرص و هو امر يقوم به الرسام لاول مرة, و قد تتميز واحدة او اثنتين منها عن طريق موضوع الأغاني الذي
يعالج بوري الهجر و الفراق من زوايا غير مألوفة "تهددني
أسافر", او الاغنية الواعظة "ما تدوم". و لكن العدد الهائل لهذه الاغاني المتماثلة يشكل طسة قد يصعب الشحط امامها في انسيابية سير الألبوم, ولا ترتقي احداها برأيي الى التلحين الحجازي الرائع في
"لو رايد تنساني انساني" او الملحمية التصاعدية في "ما دام كلبي يدك" باستثناء اليأس الهادئ كبقايا سيكارة في "عندي وطن" و رأيي هو ان قوة الرسام الحقيقية لا تتمثل بجانبه العاطفي و مشاعر الضياع, فهو لا يكتب يوميات رجل مهزوم ككاظم الساهر ولم يكن هذا من صنعته يوما بل كان اسعد حالا مع ذلك الصوت الجهوري
الجريء الذي يعبر برجولة و حيوية متقدة و باستعمال الكلمات الذكية و الغير مألوفة سواء كان ذلك في مواويله ام في عويله, و يمكن ان نقارنه على بعض الأوجه بما يشكله امنم Eminem من ناحية الشخصية الجريئة في الموسيقى الغربية لما يمثله حسام في هذه الديرة
المكرودة و هو الذي تمكن من تقديم الاغاني التراثية القديمة (والتي يخلو منها الألبوم تماما) للجيل الجديد بنمط لذيذ فعلا. و لكن لحسن الحظ فلا يزال امامنا الاغاني المتبقية في الألبوم و لعله من الصعب ان تنظر الى الاغنيتين الشهيرتين "مو كالوا جديد" و "سمعت بغداد" كجزء من الألبوم كونهما قد اصبحا على كل تلفون في المستعمرات العراقية قبل فترة طويلة من صدور الألبوم في جميع انحاء العالم الا انهما من اهم اغاني الألبوم, فيبدع حسام الرسام في احدى اجمل اغانية الوطنية في الأولى بمقاطع لحنها نصرت البدر
ببراعة على الرغم من ضعف اداء البدر الغنائي الذي يتحطم امام ذلك السيل الهادر الخارج من بلعوم حسام. اما الثانية فهي تجربة ذكية تستحق الإعجاب بحق, و بغض النظر عن امتعاض البعض من سماعهم توزيعا يذكرهم بالانتمائات الطائفية, فان هذه المقطوعة
المستلهمة من روح المصائب الحسينية قد نجحت بشكل جميل من استغلال الجماليات الرائعة في ذلك النوع من "الفن" لو صح التعبير ربما ادى بباسم الكهربائي نفسه للمسارعة بتدارك الأمر بعد مراقبة
انتشارها الواسع و اصدار لطمية تحمل في كلمتاها بعض المشاعر الوطنية (انظر اخر كاسيت له). اما الاغنية التي تحمل إسم الألبوم فهي اغنية تختلف عن جميع ما ذكرناه, هي اغنية لا بطيئة رتيبة و لا هي صاخبة ماجنة, بل هي ذات ايقاع متوسط و لوعة يحملها
حسام بنفس الحيوية الجياشة في قمة جبل في تضاريس لهذا الألبوم.
و قل ما شئت عن هذا الألبوم, ولكن وجود اغنية بذكاء موسيقي كسمعت بغداد يخبرنا الكثير عن الطموحات التي قد تتقد لاحقا بما هو افضل من ثلاثي البدر - الرسام - الميالي, الا ان المفاجئة الأكثر
امتاعا في هذا الألبوم هي, وكما عودنا الرسام دائما في كون اخر اغنية هي الأجمل (يم داركم في البوم اسمه لو اسير الروح او ما دام كلبي يدك, يعتمد على ابو التسجيلات بكيفه شيكتب), هي
الخاتمة "روحي ولي", وهذه الاغنية صعبة المراس, فغالب الظن انك ستكرهها في اول استماع, ولكن التكرار سيبرز لك مفاتنها المختبئة في خاتمة ممتعة تلتف حول جملة موسيقية يمكن وصفها بالمد
و الجزر او "تكميز ارانب".

و في الختام, فان البوم "الجان خادم" هو البوم غير مألوف بعض الشيء عن الوقع الجميل المعتاد لالبومات حسام الرسام, و مأخذنا الوحيد الحقيقي هو كثرة الاغاني المتشابهة على الرغم من وجود
بعض التسجيلات الممتازة التي كان من الممكن ان تحل محلها و التي ظهرت في الالبومين الثانويين الآخرين, و اهمها "رديته بيدي من برد" و "حركت كلبي" و حتى الدعاء المتميز لرمضان. كلها اغاني جميلة و ذات نكهة كان بامكانها ان تجعل من هذا الالبوم رائعا و متنوعا بحق بدل كونه كتلة متجانسة يمكن وصفها ببركة هائدة
راكدة تتخللها قمم من الجبال الموسيقية هنا و هناك.

التغليف و فكرة الالبوم: لا توجد فكرة معينة في غلاف الألبوم الذي هو صورة للفنان كسائر الالبومات العراقية خصوصا والعربية عموما. الا ان التلوين باللون الرمادي و الوضع الذي اتخذه حسام قد اعطى شعورا يتناغم مع الثيمة الموحدة للالبوم كله, فهذا الالبوم حزين حتى في اصخب اغانيه, و ليس هناك اي خلاص للبطل في جميع الاغاني باستثناء الاخيرة و التي تشكل نهاية سعيدة غير متوقعة و يعبر غلاف الالبوم على محدودية ما يمكن ان يعبر عنه عن ذلك بشكل جميل.

التقييم النهائي: 2 من 5

كلمات: ضياء الميالي, الحان: نصرت البدر