سيـــــطرات تقتل على الهوية:
و في هذه السنة 408 هجري وقعت فتنة عظيمة بين أهل السنة و الروافض ببغداد قتل فيها خلق كثير من الفريقين, ثم ان الفتنة تفاقمت و عمل أهل نهر القلائين بابا على موضعهم و عمل أهل الكرخ بابا على الدقاقين مما يليهم, وقتل الناس على هذين البابين.
زيادة الشحن الطائفي عند الزيـــــــــارات:
وفي عاشر المحرم منها 359 عملت الشيعة مأتمهم و بدعتهم على ما تقدم قبل, وغلقت الأسواق و علقت المسوح, وخرجت النساء سافرات ناشرات شعورهن ينحن و يلطمن وجوههن في الأسواق و الأزقة على الحسين...ثم تسلط أهل السنة على الروافض فكبسوا مسجدهم, مسجد براثا الذي هو عش الروافض, وقتلوا بعض من كان فيه من القومة.
مـــــــــصالحة وطنية:
(في هذه السنة 442 ه إصطلح الروافض و السنة ببغداد, وذهبوا كلهم لزيارة مشهد علي و مشهد الحسين, وترضوا في الكرخ على الصحابة كلهم و ترحموا عليهم, وهذا عجيب جدا إلا ان يكون من باب التقية).
تفــــــــــــــــجير مراقد, ميليشيات, الزرقاوي:
في هذه السنة 443 (بعد سنة مصارت علمصالحة هههه) في صفر منها وقع الحرب بين الروافض و السنة, فقتل من الفريقين خلق كثير, وذلك ان الروافض نصبوا أبراجا و كتبوا عليها بالذهب ((محمد و علي خير البشر, فمن رضي فقد شكر و من أبى فقد كفر)), فأنكرت السنة إقران علي مع محمد (ص) في هذا, فنشبت الحرب بينهم و أستمر القتال الى ربيع الأول, فقتل رجل هاشمي فدفن عند الإمام أحمد (= إبن حنبل) و رجع السنة من دفنه فنهبوا مشهد موسى بن جعفر و أحرقوا ضريح موسى الكاظم و محمد الجواد و قبور بني بويه و أحرق قبر جعفر بن المنصور و محمد الأمين و أم زبيدة و قبور كثيرة جدا, وانتشرت الفتنة و تجازوا, وقد قابلهم أولئك الرافضة أيضا بمفاسد كثيرة و بعثروا قبورا قديمة و احرقوا من فيها من الصالحين حتى هموا بقبر الإمام أحمد...وتسلط على الرافضة عيّار يقال له القطيعي و كان يتبع رؤساهم و كبارهم فيقتلهم جهرا و غيلة, ولم يقدر عليه أحد.
نزوح قسري و كانتونات طائفية:
في هذه السنة 441 منع أهل الكرخ من النوح و فعل ما جرت عادتهم بفعله يوم عاشوراء فلم يقبلوا, وفعلوا ذلك, فجرى بينهم و بين السنية فتنة عظيمة, قتل فيها و جرح الكثير من الناس...وبطلت الأسواق و زاد فيها الشر حتى انتقل كثير من الجانب الغربي الى الجانب الشرقي فاقاموا فيه.
مــــــــقابر جماعية:
في هذه السنة 407 قتلت الشيعة بجميع بلاد أفريقية, وكان سبب ذلك ان المعز بن باديس ركب و مشى في القيروان و الناس يسلمون عليه و يدعون له, فاجتاز بجماعة سأل عنهم فقيل: هؤلاء رافضة يسبون أبا بكر و عمر فقال: رضي الله عن أبي بكر و عمر, فانصرفت العامة من فورها الى درب المقلي من القيروان و هو تجتمع فيه الشيعة فقتلوا منهم, وكان ذلك شهوة العسكر و اتباعهم طمعا في النهب, فقتل من الشيعة خلق كثير و احرقوا بالنار و نهبت ديارهم, وقتلوا في جميع إفريقية, واجتمع جماعة منهم الى قصر المنصور قرب القيروان فتحصنوا به, فحاصرهم العامة و ضيقوا عليهم, فاشتد عليهم الجوع, فاقبلوا يخرجون و الناس يقتلونهم حتى قتلوا عن أخرهم.
لطيــــمات صـــــدامية:
لما كانت الشيعة يصنعون في يوم عاشوراء مأتمت يظهرون فيه الحزن على الحسين, قابلتهم طائفة أخرى من جهة أهل السنة فادعوا ان في اليوم الثاني عشر من المحرم سنة 389 قتل مصعب بن الزبير, فعملوا له مأتما كما تعمل الشيعة للحسين, وزاروا قبره كما تزور قبر الحسين.
تــــــــــهجير المسيحييــــــن:
في فتنة 437 بين الروافض و السنة إتفق الفريقان على نهب دور اليهود و احراق الكنيسة العتيقة التي لهم, اتفق موت رجل من اكابر النصارى بواسط فجلس اهله لعزائه على باب مسجد هناك و اخرجوا جنازته جهرا ومعها طائفة من الأتراك يحرسونها, فحملت عليهم العامة فهزموهم و اخذوا الميت منهم و اخرجوه من اكفانه فاحرقوه و رموا رماده في دجلة و مضوا الى الدير فنهبوه.
يــــكطعون النفط نكطـــع عليهم المي:
في هذه السنة 425 وقعت الفتنة ببغداد بن السنة و الروافض, حتى بين العيّارين...فمقدما عياري أهل السنة منعا أهل الكرخ من ورود ماء دجلة فضاق عليهم الحال.
آخر فتنة طائفية ببغداد:
عام 547 : أخذ ابن قرايا الرافضي الذي ينشد في الأسواق ببغداد, فوجدوا في بيته سب الصحابة فقطعت يده و لسانه و رجمته العامة, فهرب و سبح, فالحوا عليه بالآجر فغرق, فاخرجوه فاحرقوه, ثم وقع القبح على الرافضة و احرقت كتبهم, وانقمعوا حتى صاروا في ذلة اليهود, وهذا شيء لم يتهيأ ببغداد من نحو مائتي و خمسين سنة.
المصادر: إبن كثير, إبن الأثير, الذهبي -- نقلا عن جورج طرابيشي - هرطقات 2.
000000000000
هذا غيض ضئيل من فيض هائل للحرب الطائفية التي دامت ثلاثمئة سنة (منتصف القرن الرابع - منتصف القرن السابع و سقوط الدولة ) المسكوت عنها في بغداد و التي بدأت من دخول أحمد بن بويه, عكس بغداد اليوم, فالكرخ هي المحلة الشيعية و الرصافة هي السنية. العيارين = الشقاوات. يلاحظ أيضا ان الجمهور السني كان هو المسيطر دائما بالرغم من كون الحكم شيعيا و ذلك يدل على ان الشيعة لم تكن بالثقة او القوة التي هي عليها اليوم ليس فقط في العالم الإسلامي بل بالعراق تحديدا.
كما ترى فلا جديد تحت الشمس, و لم نتقدم خطوة واحدة للإمام فكل إبتكارات الموت قد عرفها من قبلنا, لا أمريكا ولا المغول اختلقت الصراعات ولا هم يحزنون هي خربانة خربانة.